أمن الرباط يتمكن من تفكيك شبكة خطيرة لتزوير وثائق الحج والعمرة
كشفت التحقيقات التي أجرتها الشرطة القضائية بولاية أمن الرباط عن نشاط شبكة متخصصة في تزوير البطاقات الدولية الخاصة بلقاحات التهاب السحايا، وهي بطاقات ضرورية للمسافرين المعتمرين والحجاج، بالإضافة إلى وثائق إدارية أخرى. وقد تمت إحالة أفراد هذه الشبكة إلى المحكمة الابتدائية بالرباط.
توسعت أنشطة هذه الشبكة بشكل ملحوظ بعد قرار السلطات السعودية الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من فبراير الماضي، والذي يلزم جميع المعتمرين والحجاج القادمين إلى المملكة بتقديم بطاقة لقاح التهاب السحايا.
اعترف أحد المتهمين الرئيسيين، وهو شاب من الصخيرات، بأنه بدأ في تزوير هذه البطاقات وبيعها للأشخاص الراغبين في أداء مناسك العمرة، وأكد أن نشاطه تضاعف منذ فبراير الماضي. وأوضح خلال التحقيقات أنه تعلم تقنيات التزوير من خلال مشاهدة مقاطع فيديو على الإنترنت، ثم بدأ في إنتاج بطاقات صحية مزورة لبيعها.
أسفرت عمليات التفتيش عن ضبط طوابع، وآلة نسخ، وماسح ضوئي (سكانير)، وفرن كهربائي يستخدم لتسخين سائل خاص يتم شراؤه عبر الإنترنت. كما كشف المتهم عن شريكه الملقب بـ “اللحية”، الذي يعتبر العقل المدبر لعمليات التزوير. ورغم مداهمة الأمن لمنزله، لم يتم العثور عليه، مما دفع السلطات إلى إصدار مذكرة بحث وطنية بحقه.
وتابع المتهم الرئيسي اعترافاته، مشيراً إلى تورط أشخاص آخرين، من بينهم مسير وكالة أسفار، الذي اختفى عن الأنظار بعد تفتيش وكالته ومنزله من قبل الشرطة، ليتم إصدار مذكرة بحث بحقه أيضاً.
كما اعترف المتهم الرئيسي بتصنيع ختم مطاطي لطبيب مغربي، واستخدامه في إصدار شهادات تطعيم دولية ضد التهاب السحايا، موقعة على بياض، ليتم ختمها لاحقًا بالطابع المزور وبيعها للراغبين. وقدمت الشرطة للنيابة العامة نماذج من هذه الأختام كأدلة على استخدامها من قبل المستفيدين من الوثائق المزورة. كما تم إرسال الأجهزة الإلكترونية المضبوطة إلى مختبر المديرية العامة للأمن الوطني لإجراء فحوصات تقنية عليها وإبلاغ النيابة العامة بالنتائج.
تشمل القضية متابعة خمسة متهمين بتهم مختلفة، بما في ذلك تزوير وثائق رسمية، وتصنيع شهادات مزورة واستخدامها، بالإضافة إلى جرائم تتعلق بتزوير محررات بنكية. كما ألغت غرفة المشورة قرارًا سابقًا بعدم متابعة متهمين آخرين، ولا يزال البحث جارياً عن خمسة متهمين آخرين.
