أكادير : منع احتفالات “بوجلود” خلال عيد الأضحى والسلطات تراهن على الأمن وترشيد الموارد في ظل ظرفية وطنية استثنائية
ن : وايشو الحسين
في خطوة احترازية تهدف إلى حماية النظام العام وضمان سلامة المواطنين، قررت قائدة الملحقة الإدارية الخامسة بمدينة أكادير، بتنسيق مع السلطات المحلية، منع تنظيم احتفالات “بوجلود” داخل الأحياء خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
ويأتي هذا القرار في سياق استثنائي يتزامن مع الإهابة الملكية السامية التي دعت المغاربة إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي هذا العام، في ظل تحديات مناخية واقتصادية صعبة أثرت بشكل كبير على قطاع الفلاحة وتربية الماشية.
وتُعد احتفالات “بوجلود” من التقاليد الشعبية المتجذرة، حيث يرتدي الشباب جلود الأضاحي ويجوبون الأزقة في طقوس احتفالية تُجسّد موروثًا ثقافيًا محليًا. غير أن هذه المظاهر تتحول في أحيان كثيرة إلى فوضى، ووسيلة لإثارة الرعب أو مضايقة المواطنين، خاصة في ظل غياب التأطير والتنظيم.
مصادر محلية أكدت أن قرار المنع جاء استجابة لشكايات متكررة من سكان أحياء شعبية عبّروا عن تذمرهم من الطابع العشوائي الذي أصبحت تتخذه هذه الظاهرة، إلى جانب مخاوف من إرباك النظام العام في سياق دعوات وطنية إلى تقليص الذبح وما يرتبط به من طقوس.
وشددت السلطات المحلية بأكادير على أن القرار لا يستهدف الموروث الثقافي في حد ذاته، بل يهدف إلى تنظيم الفضاء العام والحفاظ على الأمن والسكينة، تماشياً مع التوجيهات الوطنية الهادفة إلى ترشيد الموارد وصون القطيع الوطني الذي يمر بظرفية صعبة بسبب الجفاف وارتفاع كلفة الأعلاف.
وقد تزامن هذا المنع مع إطلاق حملات تحسيسية وتكثيف التنسيق الأمني داخل الأحياء، لمنع أي مظاهر احتفالية غير مرخصة. كما دعت فعاليات جمعوية إلى التفكير في تأطير هذه التظاهرة مستقبلاً ضمن إطار قانوني ومؤسساتي يُوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية وضمان السلامة العامة.