في ظاهرة غريبة تعيشها مدينة الإنبعاث من خلال ما يقوم به سائقو الطاكسيات الذين يتدخلون في الوجهات واختيارات الركاب !
أكادير في كل صيف تعرف إقبالا كبيرا من السياح الأجانب ومغاربة الداخل والخارج، تنشط حركة النقل وخدمات سيارات الأجرة بشكل كبير، فرصة جيدة لمردودية أكبر بالنسبة لشغيلة قطاع النقل، لكنها؛ فرصة أيضا لكثيرين من سائقي سيارات الأجرة أن يستغلوا فترة الرواج وحاجة المواطنين الماسة لوسيلة نقل.
مواطنون عبروا عن استيائهم من ظاهرة تبدو غريبة في المدينة، وهي رفض بعض السائقين تقديم خدمة النقل لهم، وآخرون عبروا عن امتعاضهم من تدخل سائق الأجرة من الصنف الثاني في وجهة الركّاب، ما يشكل محاولة لاستغلال حاجة الراكب وتحكما في خياراته، في خرق واضح لمقتضيات القانون المنظم لقطاع النقل في بلادنا.
إحدى مظاهر العبث في النقل على مستوى سيارات الأجرة من الدرجة الثانية، أن الراكب يلحظ أمامه سيارة أجرة فارغة لكنها تمتنع عن حمل الركاب الطالبين للخدمة، ما يجعل الراكب في حالة من الانتظار بغية الظفر بفرصة أو وسيلة أخرى للنقل، ما يشكل عبئا آخر على المواطنين وعبثا في حقهم وراحتهم.
شغيلة القطاع تتحجج بظروف العمل وغلاء أسعار الوقود، لكن المواطنين لا يرون في كل هذه التصرفات إلاّ عشوائية وفوضى، وغياب تأطير نقابي وجمعوي لعاملي القطاع. الدولة من جانبها ورغم تدخلها المباشر في شكل دفعات الدعم في ما يخص تعويضات غلاء أسعار الوقود، إلا أنها لا زالت تنتظر شكايات المواطنين لتحرك عقوباتها الزجرية، والتي ربما ستكون الحل في ظل تغوّل شغيلة قطاع سيارات الأجرة، رغم قساوتها على ظروفهم الإقتصادية والإجتماعية.