نفق سككي عملاق يغيّر خريطة النقل بالعاصمة: مرحلة جديدة في مشروع القطار فائق السرعة نحو مراكش
في خطوة نوعية تعزز الطموح المغربي لتطوير شبكة النقل السككي عالية السرعة، انطلقت رسمياً أشغال بناء واحد من أكبر الأنفاق السككية في المملكة، والذي سيربط بين ضفاف وادي أبي رقراق ومحطة الرباط-أكدال، ضمن مشروع تمديد خط القطار فائق السرعة “LGV” في اتجاه مراكش.
يمتد هذا النفق الاستراتيجي على مسافة تقارب 3.3 كيلومترات، ويضم مسارين تحت الأرض وخندقاً مغطى مكوّناً من أربعة مسارات، ما يسمح بدمج البنية التحتية الجديدة بسلاسة داخل الشبكة الحالية للسكك الحديدية بالعاصمة. وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلى حوالي 1.4 مليار درهم.
وتتولى إنجاز هذا الورش الضخم مجموعة تضم الشركة المغربية SGTM ونظيرتها الصينية Sinohydro، في إطار شراكة هندسية وتقنية تمتد لمدة 42 شهراً، تشمل مراحل الحفر، تثبيت الهياكل، وإعداد المنصات الخاصة بمرور القطارات فائقـة السرعة.
ويُعد هذا النفق حلقة مركزية في مشروع تمديد خط TGV القنيطرة-مراكش، إذ سيتيح رفع سرعة القطارات إلى حدود 320 كيلومتراً في الساعة على جزء مهم من المسار، بما يعادل 450 كيلومتراً من الخط الذي سيُعاد تأهيله وتطويره. ومن المنتظر أن يسهم هذا التطوير في تقليص غير مسبوق لمدة الرحلات بين مدن الرباط والقنيطرة ومراكش، ما سيمنح المملكة شبكة أكثر تنافسية وحداثة.
كما يُرتقب أن يخفف النفق ضغط حركة المرور داخل العاصمة، من خلال تحويل جزء مهم من القطارات نحو مسار تحت أرضي ينسجم مع متطلبات النقل الحضري المستدام، إضافة إلى كونه رافعة اقتصادية قوية ستوفر مئات من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة خلال فترة الإنجاز.
ويمثل هذا المشروع خطوة جديدة في مسار تحديث البنية التحتية السككية بالمغرب، التي تشهد توسعاً متواصلاً منذ إطلاق أول خط للقطار فائق السرعة بين طنجة والدار البيضاء سنة 2018. ويؤكد أيضاً التزام المملكة بتنفيذ مشاريع كبرى تعزز الربط بين جهات البلاد، وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وترسخ مكانة المغرب كمنصة إقليمية في مجال النقل الحديث.
بهذا النفق الضخم، تواصل الرباط كتابة فصل جديد في مسار تحولها إلى مركز حضري أكثر دينامية، وإلى محطة رئيسية تربط شمال المملكة بجنوبها من خلال شبكة نقل أكثر سرعة وأماناً وفعالية.




































