أكادير تُجدّد وجهها استعدادًا لكأس إفريقيا للأمم.. مشاريع التهيئة تمتد إلى أحياء سفوح الجبال
في إطار الدينامية التنموية التي تعرفها جهة سوس ماسة، ومع العدّ التنازلي لاحتضان مدينة أكادير لفعاليات كأس إفريقيا للأمم 2025، تتواصل ورشات التهيئة الحضرية على قدم وساق لتشمل هذه المرة أحياء سفوح الجبال، التي تشهد تحولات عمرانية وجمالية غير مسبوقة.
فقد أشرف والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيد سعيد أمزازي، بعد زوال يوم الأحد 19 أكتوبر 2025، على زيارة ميدانية لعدد من الأحياء المستهدفة، خاصة أحلاكا وإيمونسيس، للوقوف على تقدم الأشغال المنجزة في إطار برنامج التأهيل الحضري المرتبط بالتحضيرات الجارية لاستقبال الحدث الرياضي القاري الكبير.
مشاريع تأهيل واسعة بأبعاد بيئية وجمالية وتشمل عمليات التهيئة تشجير المساحات الخضراء والتغطية النباتية على طول الطريق المداري، بكلفة مالية تصل إلى 15 مليون درهم، إلى جانب إعادة تهيئة طريق الولوج إلى حي إيمونسيس عبر الطريق المدارية بغلاف مالي قدره 8 ملايين درهم، وذلك لتسهيل حركة السير وتحسين الربط بين الأحياء العليا للمدينة وباقي محاورها الحيوية.
كما تتضمن الأشغال ترميم واجهات المباني والمنازل بعدد من الأحياء (إيمونسيس، أحلاكا، إغيل أوضرضور، آيت تاوكت، آيت المودن) بميزانية إجمالية تبلغ 22 مليون درهم، في خطوة تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وإبراز الطابع الجمالي لأكادير الجديدة.
وفي الجانب الرياضي، يجري إحداث ملاعب للقرب بالعشب الاصطناعي في حيي أحلاكا وإيمونسيس، بغلاف مالي يقدر بـ مليوني درهم، لتوفير فضاءات للشباب وتشجيع الممارسة الرياضية تزامنًا مع الأجواء الكروية التي ترافق كأس إفريقيا للأمم.
تأهيل بيئي ومرافق اجتماعية موازية
وهمّت أشغال أخرى تنظيف الأحياء وإزالة الأنقاض والنفايات بكلفة تناهز 14 مليون درهم، إضافة إلى إعادة تأهيل المرافق العمومية من مساجد ومدارس بكلفة مليوني درهم، مع اعتماد الإنارة المعمارية لإبراز واجهات الأحياء الكبرى، بميزانية تصل إلى 7 ملايين درهم، ما يمنحها رونقًا بصريًا يليق بمدينة سياحية منفتحة على العالم.
أكادير تتجدّد على إيقاع كأس إفريقيا
وتُعتبر هذه المشاريع امتدادًا لبرنامج عمل جماعة أكادير 2022-2027، الذي يروم تحويل المدينة إلى قطب حضري متكامل، من خلال استكمال شبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب والصرف الصحي، وتوسيع البنية الطرقية وتهيئة الأرصفة وممرات الراجلين، في انسجام مع الرؤية الملكية لجعل أكادير قاطرة تنموية لجهة سوس ماسة.
وقد رافق السيد الوالي خلال جولته المدير العام لشركة العمران سوس ماسة، السيد هشام الفالح، إلى جانب ممثلين عن السلطات المحلية ومسؤولي الشركات المكلفة بالأشغال، حيث تم التأكيد على ضرورة احترام الآجال المحددة، حتى تكون المشاريع جاهزة قبل انطلاق المنافسات القارية.
المدينة على موعد مع تحول تاريخي
ويرى مراقبون أن هذه الأوراش الكبرى لا تقتصر على الاستعداد لكأس إفريقيا للأمم فقط، بل تمثل منعطفًا استراتيجيًا في مسار إعادة تأهيل أكادير عمرانياً وبيئياً، بما ينعكس إيجاباً على جاذبيتها الاقتصادية والسياحية.
فـ كأس إفريقيا 2025 ليست مجرد بطولة رياضية، بل فرصة لإعادة اكتشاف أكادير في حلة حضرية جديدة، تستجيب لتطلعات ساكنتها وتكرّس مكانتها كمدينة متجددة تجمع بين الأصالة والمستقبل.