فيضانات مفاجئة تجتاح مدينة العروي وتكشف هشاشة البنية التحتية
شهدت مدينة العروي، التابعة لإقليم الناظور، خلال الساعات الأخيرة من ليلة أمس الجمعة 10 اكتوبر الجاري تساقطات مطرية غزيرة وغير مسبوقة، أدت إلى فيضانات اجتاحت عدداً من الأحياء والشوارع الرئيسية، وتسببت في شلل شبه تام لحركة السير، وتضرر ممتلكات عدد من المواطنين والتجار.
وحسب مصادر محلية، فإن كميات الأمطار التي تهاطلت في وقت وجيز فاقت الطاقة الاستيعابية لشبكة الصرف الصحي، مما أدى إلى تسرب المياه إلى المنازل والمتاجر، خصوصًا في الأحياء ذات البنية الضعيفة أو التي تعاني من غياب قنوات تصريف فعالة.
وشوهدت فرق الوقاية المدنية والسلطات المحلية وهي تتدخل لإجلاء عدد من الأسر التي غمرت المياه منازلها، كما تمت تعبئة الجرافات والمضخات لتصريف المياه من الشوارع الرئيسية، خاصة بشارع محمد الخامس وحي الفرح، حيث بلغ منسوب المياه مستويات مقلقة.
وفي تصريحات متفرقة، عبر عدد من السكان عن استيائهم من غياب التدخل الاستباقي، مشيرين إلى أن التحذيرات الجوية كانت معروفة مسبقاً، وكان بالإمكان اتخاذ إجراءات وقائية للحد من الأضرار، خاصة أن المدينة شهدت في السنوات الماضية حوادث مماثلة دون أن يتم إصلاح الخلل الهيكلي في البنية التحتية.
من جهتها، أكدت مصادر من الجماعة الحضرية للعروي أن لجنة تقنية مشتركة تم تشكيلها لتقييم حجم الأضرار، والوقوف على النقاط السوداء التي ساهمت في تجمع المياه، مع وعد بإطلاق مشاريع استعجالية لتحسين شبكة الصرف والتصريف المائي في أقرب الآجال.
الفيضانات الأخيرة أعادت إلى الواجهة النقاش حول التخطيط الحضري وضعف البنيات التحتية في عدد من المدن المتوسطة بالمغرب، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية التي جعلت الظواهر الجوية أكثر حدة وتكراراً.
ويبقى السؤال المطروح اليوم:
هل ستدفع هذه الكارثة السلطات إلى مراجعة جذرية للبنية التحتية والسياسات الحضرية بالعروي، أم ستبقى الوعود مجرد ردود فعل ظرفية تتكرر مع كل موسم مطري؟