مهرجان الواحة للحناء والفنون أيت وابلي تحتفي بالتراث وتعيد الاعتبار لأطباق الواحات
في أجواء احتفالية مميزة، تعيش جماعة أيت وابلي بإقليم طاطا على إيقاع الدورة الرابعة من مهرجان الواحة للحناء والفنون، وهو موعد ثقافي وفني أصبح محطة سنوية ينتظرها عشاق التراث والزوار على حد سواء. الحدث يشكل منصة لإبراز الهوية الثقافية للواحات المغربية وتعزيز حضورها كرمز للتنوع والتعايش بين الإنسان والطبيعة.
المهرجان الذي يعرف مشاركة واسعة من ساكنة المنطقة وضيوفها، يسلط الضوء على المؤهلات السياحية والثقافية للإقليم، ويربط بين ماضي الواحات العريق وآفاق التنمية المستدامة.
أطباق الواحات.. ذوق وذاكرة
ومن أبرز لحظات هذه الدورة، تنظيم مسابقة الطهي الوحاتي الأصيل تحت شعار: “أطباق الواحات.. حكاية من عبق التاريخ”، والتي تهدف إلى إعادة الاعتبار للموروث الغذائي التقليدي وتشجيع الإبداع في تقديم أطباق تعتمد على مكونات محلية مثل التمور، الحبوب، الأعشاب العطرية والطبية، وزيت الأركان.
وتحظى هذه المبادرة بدعم جمعية إسراء لفنون الطهي والتنمية المستدامة، التي عملت على تأطير الأنشطة المصاحبة للمسابقة بشكل يربط بين فنون المطبخ والمحافظة على البيئة والاقتصاد المحلي.
ما يضفي على المسابقة قيمة خاصة هو إشراف الشيف المغربية المتميزة شعي بشرى، القادمة من سوس، والتي تمثل أيقونة للمرأة المغربية في فنون الطبخ بعد مشاركاتها المرموقة في مهرجانات دولية رفعت خلالها العلم المغربي عاليا. وقد انضمت إليها لجنة تحكيم تضم نخبة من الشيفات المعروفين على الصعيد الوطني، ما يمنح المتسابقين فرصة فريدة للاحتكاك بخبرات احترافية رفيعة المستوى.
أكثر من احتفال رؤية تنموية متكاملة
لا يقف المهرجان عند حدود الفرجة أو الاحتفاء بالحناء، بل يسعى إلى تحقيق أهداف تنموية طموحة، منها:
تثمين الموروث الثقافي الوحاتي وحمايته من الاندثار.
دعم التعاونيات النسائية ومشاريعهن في مجالات الحناء والمنتوجات المحلية.
تشجيع السياحة البيئية والثقافية وتنشيط الاقتصاد المحلي.
ترسيخ فنون الطهي كرافعة للابتكار والإبداع لدى الشباب.
أيت وابلي نافذة للإشعاع الوطني
مع كل دورة جديدة، يرسخ مهرجان الواحة مكانته كأحد أهم المواعيد الثقافية في الجنوب الشرقي للمغرب، ويحول أيت وابلي إلى فضاء للتلاقي بين الأجيال وتبادل الخبرات بين الحرفيين والمبدعين. ويراهن المنظمون على جعل هذه التظاهرة موعدًا قارًا على الأجندة الوطنية للسياحة الثقافية، ومختبرًا حيًّا لتثمين الرأسمال اللامادي للواحات المغربية.
إن مهرجان الواحة للحناء والفنون لم يعد مجرد تظاهرة محلية، بل صار جسرًا بين الماضي والحاضر، وفضاءً لولادة أفكار ومشاريع تسهم في تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة تنطلق من خصوصيات المنطقة ومؤهلاتها الغنية.