بنسليمان : الحلم الجامعي العالق في الرفوف وأكبر بلوكاج في تاريخ التعليم العالي

Imou Media23 سبتمبر 2025
بنسليمان : الحلم الجامعي العالق في الرفوف وأكبر بلوكاج في تاريخ التعليم العالي

بنسليمان : الحلم الجامعي العالق في الرفوف وأكبر بلوكاج في تاريخ التعليم العالي

ن عمر بالكوجا أكادير

قبل أربع سنوات، هلّل الرأي العام الجامعي لخبر إطلاق مشروع استراتيجي في مدينة بنسليمان يحمل اسم “Campus Green Smart – Université Nouvelle Génération”. مشروع بمواصفات غير مسبوقة، يمتد على مساحة 100 هكتار، بميزانية تقارب 818 مليون درهم، ويهدف إلى تحويل المدينة إلى قطب جامعي متكامل يستوعب أكثر من 50 ألف طالب.

المشروع لم يكن مجرد فكرة توسيع للعرض الجامعي، بل رؤية وطنية طموحة تجمع بين الرقمنة، الابتكار، العدالة المجالية، والبحث العلمي التطبيقي. فقد كان التصور يضم كلية للطب، مركزا استشفائيا جامعيا، فضاءات للبحث والابتكار، وأقطابا متخصصة في مجالات البيئة، الرياضة، والفلاحة.

الرئيسة السابقة للجامعة عواطف حيار، والوزير السابق للتعليم العالي سعيد أمزازي، أعدّا كل التفاصيل الإدارية والمالية، بل اقتُنيت الأرض المخصصة للمشروع بما يفوق 15 مليون درهم. حينها، ساد تفاؤل واسع بأن المنطقة على موعد مع طفرة تنموية حقيقية.

غير أن هذا الحلم سرعان ما اصطدم بجدار الواقع. فمنذ تولي الحسين أزدوك رئاسة الجامعة، وعبد اللطيف الميراوي حقيبة التعليم العالي، توقف كل شيء تقريباً. لا أوراش، لا دراسات جديدة، ولا خطوات عملية توحي بأن المشروع ما زال على جدول الأولويات. في الأوساط الجامعية يوصف ما حدث بأنه “أكبر بلوكاج في تاريخ جامعة الحسن الثاني”.

النتيجة اليوم صادمة: لم يُنجز سوى أقل من 10٪ مما كان مقرراً، بينما تظل البقعة الأرضية المخصصة للمشروع خاوية تنتظر من يبعث الحياة فيها. آلاف الطلبة حُرموا من تكوينات حيوية في مجالات الطب والبحث العلمي والرياضة، كما خسرت المنطقة فرصة أن تتحول إلى مركز جذب اقتصادي وبشري.

هذا الجمود يطرح أسئلة حارقة:

من يتحمل مسؤولية تعطيل استثمار يفوق 800 مليون درهم؟

لماذا لم يتم تفعيل آليات المراقبة والمحاسبة لتدارك التأخير؟

كيف يتماشى هذا الوضع مع خطابات الدولة حول تعميم التعليم العالي وضمان العدالة المجالية؟

اليوم، لم يعد الحديث عن المشروع رفاهية أو ترفاً إعلامياً، بل قضية تنموية تهم مستقبَل جهة الدار البيضاء-سطات. إعادة إحياء “Campus Green Smart” ليست فقط مسألة تعليمية، بل ورش استراتيجي يمكن أن يعيد الثقة في الجامعة العمومية ويواكب رهانات المغرب المستقبلية، خاصة مع استحقاقات تنظيم مونديال 2030.

فهل تبقى بنسليمان تنتظر، أم أن ساعة القرار ستدق لفتح الملف من جديد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.