سباق مبكر نحو انتخابات 2026: حرب استقطابات صامتة تعصف بالساحة الحزبية المغربية
ن عمر بالكوجا أكادير
مع اقتراب الموعد الانتخابي الأهم في المغرب، بدأت معالم معركة 2026 في التشكل مبكراً، حيث دخلت الأحزاب السياسية، خاصة المكونات الأساسية للأغلبية الحكومية، في حرب استقطابات شرسة تستهدف شخصيات وازنة قادرة على ترجيح كفة الصناديق في الدوائر الانتخابية الحساسة.
مصادر مطلعة أكدت أن هذه الاستقطابات لم تعد حكراً على الأعيان المحليين ورجال الأعمال ورؤساء الجماعات الحاليين والسابقين، بل امتدت إلى فاعلين جمعويين وأطر شابة صاعدة، دون اعتبار لانتماءاتهم السابقة أو خلفياتهم السياسية. الهدف، بحسب مراقبين، هو ضمان مرشحين ذوي ثقل محلي وانتخابي، بعيداً عن أي مناقشة جدية للبرامج أو التصورات السياسية.
أساليب متعددة ووعود مغرية حيث تأخذ هذه العملية أشكالاً متنوعة، تبدأ من اجتماعات مغلقة في منازل القيادات الحزبية، مروراً باتصالات مكثفة ووعود بتزكيات جاهزة في دوائر انتخابية محددة، وصولاً إلى إغراءات سياسية ومادية تدفع بعض الوجوه البارزة إلى تغيير ولائها الحزبي في آخر اللحظات.
ويعتبر مراقبون أن هذا الحراك المبكر هو بمثابة حملة انتخابية غير معلنة، تكشف أن المنافسة المقبلة لن تكون مجرد صراع حول البرامج، بقدر ما ستتحول إلى اختبار حقيقي لقدرة كل حزب على نسج تحالفات محلية قوية، والاعتماد على نفوذ “الأعيان” في المناطق المؤثرة.
هذا التحرك يأتي في سياق سياسي خاص، حيث شرعت وزارة الداخلية في التحضيرات الأولية للانتخابات التشريعية المقررة سنة 2026. وقد شددت التوجيهات الملكية الأخيرة على ضرورة إخراج القوانين المؤطرة للاستحقاقات قبل نهاية 2025، حتى تكون القواعد القانونية واضحة أمام الجميع.
وينتظر أن تقدم الأحزاب السياسية خلال الأسبوع الجاري مذكراتها ومقترحاتها بشأن مدونة الانتخابات إلى وزارة الداخلية، في أفق التوصل إلى صيغة توافقية تُعرض على البرلمان في الدورة الخريفية المقبلة
دعوة ملكية للجاهزية المبكرة وكان جلالة الملك محمد السادس نصره الله قد أكد في خطاب عيد العرش الأخير على أهمية الإسراع في اعتماد المنظومة القانونية المؤطرة لانتخابات مجلس النواب قبل نهاية السنة الحالية، بما يضمن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية المقبلة.
كل هذه المعطيات تشير إلى أن الطريق نحو استحقاقات 2026 قد انطلق فعلاً، لكن خارج القاعات الرسمية وداخل الدوائر الانتخابية، حيث تتحرك الأحزاب بخطى متسارعة لرسم خريطة نفوذ جديدة قد تحدد مسبقاً معالم واحدة من أهم المحطات السياسية في المغرب خلال العقد الأخير.