وزارة الصحة تتراجع عن شرط الباكالوريا في مباريات أعوان الحراسة.. خطوة اعتبرتها النقابة انتصاراً للنضال الجماعي
ن عمر بالكوجا أكادير
في خطوة وُصفت بـ”الانتصار النقابي”، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن تعديل شروط مباريات أعوان الحراسة بالمستشفيات العمومية، وذلك بالتراجع عن شرط شهادة الباكالوريا والاكتفاء بالمستوى الإعدادي كحد أدنى. القرار جاء بعد أشهر من الاحتجاجات والمرافعات التي خاضتها النقابة الوطنية لأعوان الحراسة الخاصة والنظافة والطبخ، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والتي اعتبرت الخطوة مكسباً حقيقياً يعكس قوة العمل النقابي المنظم وإرادته في انتزاع الحقوق .
واعتبرت النقابة القرار مكسباً مهماً يعكس جدوى النضال النقابي ويعزز حقوق هذه الفئة في الاستقرار المهني والكرامة الاجتماعية، مؤكدة أن التراجع جاء كثمرة لمرافعات وضغط مستمرين، جسدا إرادة جماعية في الدفاع عن الفئات الهشة داخل المنظومة الصحية.
وفي بلاغها، ثمّنت النقابة القرار الصادر عن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، معتبرة أنه استجابة عملية لمطالبها المتكررة، مشيرة إلى أن التراكم النضالي هو ما مهد لفتح مسارات أوسع للولوج إلى العمل وصون المكتسبات.
كما توجهت النقابة الوطنية بخالص الشكر لوسائل الإعلام الوطني على مواكبتها لمختلف المحطات النضالية التي خاضتها، مبرزة أن صوت هذه الفئة وجد صدى واسعاً بفضل التضامن الإعلامي والنقابي.
غير أن النقابة شددت في المقابل على أن الخطوة الأخيرة لا تعني نهاية المعركة، بل تفتح آفاقاً جديدة للترافع حول قضايا أخرى أكثر إلحاحاً، من قبيل تحسين الأجور الهزيلة، مراجعة ظروف العمل القاسية داخل المستشفيات، وتوسيع الاستفادة من منظومة الحماية الاجتماعية، معتبرة أن هذه الملفات تظل جوهرية ضمن أولوياتها النقابية.
ودعت النقابة الوطنية لأعوان الحراسة الخاصة والنظافة والطبخ جميع العاملين في هذا القطاع إلى الالتفاف حول إطارهم النقابي، والتحلي بروح التضامن والانضباط في مواقع العمل، مع الاستعداد لمواصلة الأشكال النضالية المشروعة حتى تحقيق كافة المطالب العادلة.
وأكدت أن وحدة الصف تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تبقى السبيل الأنجع لانتزاع الحقوق وصون الكرامة، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه فئات الحراسة الخاصة وعاملات النظافة والطبخ داخل المؤسسات الصحية.
معلومة إضافية: تجدر الإشارة إلى أن مباريات أعوان الحراسة بالمستشفيات العمومية كانت تشترط في وقت سابق شهادة الباكالوريا، وهو ما اعتبرته النقابات إقصاءً غير مبرر لفئة واسعة من المترشحين الذين يشكلون العمود الفقري للأمن الداخلي بالمؤسسات الصحية. قرار الوزارة اليوم يعيد الاعتبار للمستوى الإعدادي، ويفتح المجال أمام شريحة أوسع من الباحثين عن العمل في قطاع حساس يرتبط مباشرة بخدمة المواطنين.