إنزكان : اشغال ضريح الوالي الصالح سيدي الحاج مبارك تثير القلق حول مصير التراث والروحانية
ن عمر بالكوجا أكادير
في مدينة انزكان، انطلقت اشغال مثيرة للجدل في الموقع المخصص لضريح الوالي الصالح سيدي الحاج مبارك، احد المعالم الروحية والتاريخية البارزة بالمدينة، وذلك دون اي اعلان رسمي يوضح طبيعة المشروع او الجهة المسؤولة عنه.
هذه الاشغال اثارت موجة استنكار واسعة في صفوف السكان والمهتمين بالشأن المحلي، خاصة وانها طالت اشجارا تاريخية يفوق عمرها القرن، والتي تعد جزءا من التراث البيئي والثقافي للمدينة. وقد جرى بالفعل اقتلاع عدد من هذه الاشجار، الى جانب اخراج اطنان من الحجارة من عين المكان، دون ان يعرف الى حدود اليوم اين تم نقلها او ما الغاية من ذلك، وهو ما يضاعف الغموض والشكوك التي تحيط بالمشروع.
ويرى متابعون ان ما يجري يثير شبهات حول وجود مخطط يهدف الى تحويل محيط الضريح الى مشاريع تجارية تحت غطاء التنمية والتأهيل الحضري.
الاكثر اثارة للجدل هو وجود لافتة معلقة في محيط الورش تشير الى تخصيص ميزانية مهمة لعملية ترميم قصبة انزكان ، في حين ان طبيعة الاشغال الحالية لا علاقة لها بالترميم اطلاقا، بل تبدو بعيدة كل البعد عن روح المشروع، وهو ما يدفع للتساؤل حول مدى شفافية استعمال المال العام، ولماذا يتم ترويج المشروع في بعض الاوساط على انه مجرد تهيئة لمحلات تجارية.
ان التدخل في محيط ضريح الوالي الصالح سيدي الحاج مبارك ليس مجرد مساس بالبيئة او العمران، بل هو تهديد مباشر لقيم روحية وتاريخية متجذرة، وضرب لرمزية المكان الذي يختزن ذاكرة جماعية للمدينة ولسكان المنطقة.
ويزداد الوضع خطورة في ظل غياب اي تشاور مع المجتمع المدني والجمعيات الثقافية والبيئية، وغياب تدخل مؤسسات وطنية معنية بحماية التراث مثل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ومنظمات أخرى .
وفي انتظار رد الجهات المسؤولة، يبقى على السلطات المحلية والمنتخبين والجمعيات التحرك العاجل لحماية هذا المعلم وصون محيطه، قبل ان تتحول ذاكرة انزكان الى اطلال صامتة، ويصبح ضريح الوالي الصالح شاهدا على الاهمال والتجاوزات بدل ان يبقى رمزا للقداسة والهوية المشتركة.