الزلزال يعصف بالفلاحة المعيشية في الحوز ومطالب بإصلاح مستعجل لمسارات الري
الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز ودمر دواوير بأكملها، لم تسلم منه المساحات المزروعة وهوي بأراض فلاحية تحت الأنقاض، ما فاقم خسائر ضحايا الفاجعة، باعتبار أن النشاط الفلاحي في المنطقة يعتبر معيشيا بالدرجة الأولى.
وإلى جانب الجفاف والظروف المناخية القاسية التي تعاني منها منطقة الحوز، انضافت عواقب الزلزال إلى القائمة. وعلى الرغم من قلة المحاصيل، فإن فلاحي المنطقة لطالما ثمنوا ما تجود به الأرض، إلا أنهم اليوم فقدوا الأمل في الموسم الفلاحي وهم يواجهون الآثار الكارثية للزلزال.
وتمر المملكة من أحلك الظروف حاليا، إذ أدى الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر إلى حدوث دمار كبير، من خلال تسجيل أكثر من 3000 قتيل و5000 جريح وأضرار مادية جسيمة، وتدمير الفلاحة.
وفي اتصال مع “اقتصادكم”، عبر أعراب محمد، فلاح من المنطقة، عن مخاوفه بشأن النشاط الفلاحي بعد الفاجعة، موضحا بالقول، “لقد فقدنا كل شيء، الفلاحة بالنسبة لنا هي الحياة، والآن مع الأضرار، يمكننا أن نقول إنه لم تعد لدينا حياة”.
وأضاف متأسفًا أن المحاصيل أصبحت الآن بين العشب وتحت الأنقاض، مضيفًا أن مصادر المياه التي ظهرت من العدم تساعد في تخفيف آلام السكان وإنقاذ الفلاحة.
ويزاول أعراب وغيره فلاحة معيشية، تعتمد على التشجير وخاصة الفواكه والزيتون، وإنتاج الأعشاب الخاصة بالمنطقة، بالإضافة إلى تربية الماعز والأبقار وغيرها من الحيوانات المعدة للاستهلاك الذاتي، أو بكميات قليلة تباع في السوق المحلي.
من جهته، يقول مراد آيت وحمان، فلاح شاب من المنطقة، إنه “بالنسبة إلى مناطق مثل تزارت حيث الأضرار كبيرة، تم تسجيل تصدعات وتشققت أنابيب الري، وتحطمت مضخات المياه”.
ويضيف: مراد في السياق ذاته، “ما تزال المياه في الآبار موجودة، لكن الحجارة والأنقاض التي تحركت أثناء الزلزال تعيق تدفق المصادر”.
وفي الآونة الأخيرة، اهتمت الحكومة بشكل متزايد بالفلاحة في إقليم الحوز، وأنشأت برامج مساعدات، يهدف بعضها إلى تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ. لكن للم يتوقع أحد فاجعة الزلزال.
علاوة على ذلك، فإن المشكلة منتشرة على نطاق واسع في المنطقة، إذ تأثرت شبكات المياه أيضا في مناطق مثل أمزميز ومولاي إبراهيم وطلعت نيعقوب.
كما أن هناك مخاوف من نقص العمالة، فهو مشكل يهدد أيضا القطاع الفلاحي، إذ كان من بين الضحايا فلاحون ساهموا في تطوير هذا النشاط.
كما أدى الزلزال إلى تغير في تدفق مصادر المياه الجوفية، حتى أن الهزات القوية أدت إلى ظهور مصادر مياه جديدة، والتي تشكل النقطة المضيئة الوحيدة في هذه الكارثة برمتها.
ويطالب الفلاحون بعد الزلزال بدعم الدولة والجمعيات، وإطلاق مشاريع لرفع المياه وإصلاح مسارات الري والخزانات المكسورة، في الوقت الذي ما يزال تقييم الأضرار المادية جار في مواجهة عواقب الفاجعة.