عزل خطيب بالقنيطرة يعيد النقاش حول حرية الخطاب الديني بالمغرب

Imou Media8 سبتمبر 2025
عزل خطيب بالقنيطرة يعيد النقاش حول حرية الخطاب الديني بالمغرب

عزل خطيب بالقنيطرة يعيد النقاش حول حرية الخطاب الديني بالمغرب

شهدت مدينة القنيطرة خلال الأيام الأخيرة جدلاً واسعاً بعد قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عزل الخطيب مصطفى قرطاح من مهمة خطابة مسجد الغفران، وهو الإجراء الذي أثار موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي.

فبينما ذهبت بعض المصادر إلى أن العزل مرتبط بانتقاد الخطيب لإحدى السهرات الغنائية التي أحياها مغني الراب المغربي طه فحصي المعروف بـ”طوطو”، والتي أثارت موجة غضب بسبب ما وُصف بـ”الألفاظ الخادشة للحياء”، يرى آخرون أن السبب الحقيقي قد يكون مرتبطاً بتطرق الخطيب إلى قضايا دولية، وفي مقدمتها الوضع في غزة.

ردود الفعل لم تتأخر؛ إذ اعتبر الكتّاني، أحد رؤساء رابطة علماء المغرب العربي، في تصريح عبر فيسبوك، أن توقيف الخطيب لهذا السبب “تصرف مشين ومسيء لتاريخ المغرب العلمي والديني”، مضيفاً أن الوزارة “بالغت في التضييق على العلماء والخطباء، وهو ما يقيد رسالتهم في النصح والتوجيه”.

كما تداول نشطاء رسالة مفتوحة حذرت من أن “إسكات الخطباء عن قضايا الأمة لا يخدم إلا خصومها”، مؤكدة أن المساجد بيوت الله، ومنابرها يجب أن تبقى أصواتاً للحق والعدل. وطالبت الرسالة بإعادة الاعتبار للخطيب قرطاح، مبرزة أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شأن سياسي بل “قضية عقيدة وكرامة وهوية”.

الخطيب المعزول كان قد نشر في 25 غشت 2025 تدوينة انتقد فيها حفل “طوطو”، مستغرباً الاحتفاء المبالغ فيه بالفن الاستهلاكي في مقابل التحديات التي يواجهها المغاربة، من أزمة القدرة الشرائية والبطالة والتعليم، إلى تداعيات زلزال الحوز والحرب في غزة.

هذه الواقعة أعادت إلى الواجهة النقاش القديم–الجديد حول حدود حرية التعبير في الخطاب الديني، ودور الخطباء في معالجة قضايا المجتمع، وسط أصوات تطالب بفتح المجال للوعظ المسؤول والناصح، بدل تحويل المنابر إلى مجرد خطب بروتوكولية بعيدة عن هموم الناس.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.