توقيف مشروع “Abraham Lincoln” التعليمي بأكادير يفجر الجدل من جديد حول مصير الاستثمارات الكبرى
ن عمر بالكوجا أكادير
عرفت مدينة أكادير، صباح اليوم الثلاثاء 19 غشت الجاري ، تطوراً مثيراً للجدل بعد إقدام قائد الحي المحمدي على إزالة السياج المحيط بمشروع المجمع التعليمي الأمريكي “Abraham Lincoln” وإنزال العلمين المغربي والأمريكي، في خطوة وُصفت بغير المفهومة، خاصة وأن المشروع كان قد استوفى جميع الإجراءات القانونية اللازمة للانطلاق.
المشروع، الذي دُشّن في 7 يوليوز 2022 بحضور شخصيات وازنة من بينها والي الجهة آنذاك أحمد حجي، ورئيس مجلس الجهة كريم أشنكلي، والسفير الأمريكي بالمغرب، كان يُنتظر أن يشكّل إضافة نوعية للعرض التربوي بأكادير، من خلال تشييد مؤسسة تعليمية رائدة على مساحة 4 هكتارات، إلى جانب مدرسة لإدارة وتسيير الأعمال (EMAA) التي يشرف عليها القنصل الشرفي للولايات المتحدة بأكادير.
غير أن تدخّل والي الجهة الحالي، سعيد أمزازي، بحسب مصادر متطابقة، أدى إلى توقيف المشروع بشكل مفاجئ، ما أثار استياء المستثمر الذي عبّر عن غضبه بتدوينة على “فيسبوك” جاء فيها: “فكر جيداً قبل الاستثمار في المغرب”.
الخطوة فتحت الباب أمام العديد من التساؤلات حول مصير هذا الاستثمار التعليمي الضخم، خصوصاً أن المشروع لا يرتبط فقط بقطاع التعليم بل يُمثل أيضاً جسراً إضافياً للتعاون الأكاديمي المغربي الأمريكي.
القضية أحيت ذاكرة ساكنة أكادير مع مشروع “أكادير لاند” الذي أوقف سنة 2017 بالقرب من قصبة أوفلا قبل أن يُفرج عنه لاحقاً، وهي الحادثة التي خلفت بدورها جدلاً واسعاً آنذاك. كما تعزز الانتقادات الموجهة للولاية بشأن بطء بعض أوراش التهيئة الحضرية التي أُطلقت أمام أنظار الملك محمد السادس سنة 2020، حيث لا تزال أوراش متعثرة، وأخرى اكتملت أشغالها ولم تُفتتح بعد.
ويطرح هذا التطور الحاد إشكالاً أكبر يتعلق بمدى انسجام الخطاب الرسمي الداعي إلى تشجيع الاستثمار مع ممارسات ميدانية قد تُنفر المستثمرين، خصوصاً الأجانب منهم، في وقت تحتاج فيه الجهة إلى ضخ مشاريع كبرى تعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.