16 ماي ذكرى لإستحضار دور المؤسسة الأمنية في نجاحات الدبلوماسية المغربية

Imou Media16 مايو 2023
16 ماي ذكرى لإستحضار دور المؤسسة الأمنية في نجاحات الدبلوماسية المغربية

16 ماي ذكرى لاستحضار دور المؤسسة الأمنية في نجاحات الدبلوماسية المغربية

تحتفل أسرة الأمن الوطني ومعها المغاربة قاطبة اليوم الثلاثاء 16 ماي 2023، بالذكرى الـ67 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، أحد الأجهزة الأمنية الرئيسية في المغرب الذي عمل ويعمل منذ عقود على حماية أمن المغرب والمغاربة، من خلال استتباب الأمن داخليا وحماية البلاد من أي سوء قادم من الخارج.

لقد لعبت المديرية العامة للأمن الوطني بمختلف فرقها وأصنافها، دورا كبيرا في استتباب الأمن في مستوياته المختلفة؛ الأمن الوطني، والأمن الإقليمي، والأمن الدولي، ولازالت تلعب أدوارا كبيرة ليس فقط على المستوى المحلي بل أصبحت أيضا تحمي دولا كبيرة من هجمات منظمة وتفشل مخططات إرهابية وتخريبية عديدة، وذلك بالتنسيق بينها وبين مديرية مراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية).

الدبلوماسية الأمنية ودورها في تحقيق نجاحات دبلوماسية للسياسة الخارجية المغربية

كلنا نتذكر كيف أن أجهزة الاستخبارات المغربية ومن خلال التنسيق بينها نجحت في كشف دخول زعيم ميليشيات البوليساريو، بن بطوش لإسبانيا بهوية مزورة، بعد عملية أمنية استخباراتية فضحت آنذاك ازدواجية خطاب الحكومة الإسبانية ودعم بعض وزرائها لعصابة البوليساريو، وكيف أن هذه الواقعة كانت بداية لأزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد، وكيف أن هذه الأخيرة ستعود صاغرة منحنية، بعدما تم ترويضها، وتعترف بمغربية الصحراء من خلال دعمها ولأول مرة علانية لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وهي القوة الاستعمارية التي استعمرت هذه المنطقة سابقا.

لقد كان للجهاز الأمني المغربي دور كبير في تحقيق هذا النجاح الدبلوماسي، والذي نرى نتائجه اليوم بعدما استأنفت العلاقة بين المغرب وإسبانيا وبالشروط التي أرادها المغرب، وفرضه للأمر الواقع على مدريد، بل أجبر رئيس الحكومة الإسبانية سانشيز على طرد وزيرة الخارجية الإسبانيا أرانشا لايا غونزاليس التي كشفت المعلومات الاستخباراتية تورطها في قضية إدخال بن بطوش لإسبانيا بهوية مزورة.

وإلى جانب هذه الواقعة، فإن الجهاز الأمني المغربي لعب أيضا دورا كبيرا في إجبار ألمانيا على إعادة النظر في علاقاتها مع المغرب، بعدما قام هذا الأخير بقطع العلاقات مع برلين بسبب ما أسمته الخارجية المغربية آنذاك خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية، اتضح فيما بعد أن الأمر يتعلق بكشف الأجهزة الأمنية المغربية لتورط السفارة الألمانية في الرباط في دعم الانفصاليين في الصحراء المغربية والتقارب الألماني الجزائري في عهد المستشارة أنجيلا ميركل لمحاولة استهداف الوحدة الترابية للمغرب، إضافة إلى تحرك ألمانيا على مستوى الاتحاد الأوروبي لمنع هذا الأخير من إصدار قرار مماثل لقرار الولايات المتحدة الأمريكية والتي اعترفت من خلاله بمغربية الصحراء.

وما هي إلا أشهر حتى عادت ألمانيا بعد انتخاب حكومة جديدة يقودها المستشار أولاف شولتس، حيث وجه الرئيس الألماني رسالة للملك محمد السادس أشاد فيها بالإصلاحات الواسعة التي تم إطلاقها تحت قيادته، وأعلن فيها أن ألمانيا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي ك”أساس جيد” لتسوية قضية الصحراء المغربية، كما نوّه بالمساهمة الكبيرة للمغرب في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة” وكذا الالتزام المتفرد للمغرب في مجال محاربة الإرهاب الدولي، وهو أمر ضروري بالنسبة لألمانيا) وأمنها بحسب الرئيس الألماني، وهي إشارة قوية على أن الجهاز الأمني المغربي يلعب دورا كبيرا في حماية أمن دول كبرى كما سبق الإشارة لذلك.

دينامية وحركية الدبلوماسية الأمنية تقابلها حملات منظمة ضد المؤسسات الأمنية المغربية

توالت في الفترة الأخيرة الزيارات الكثيرة لكبار المسؤولين الأمنيين في دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا والأراضي المنخفضة للمغرب، للقاء المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب، عبد اللطيف حموشي، وهي إشارات قوية على أن الدبلوماسية الأمنية تتحرك بسرعة قوية وتوسع علاقاتها من خلال عملها الأمني الذي يرتكز على الاستباقية للتصدي للمخاطر التي تهدد الأمن المحلي والإقليمي والدولي، الشيء الذي جعل الجهاز الأمني المغربي يحظى باحترام وتقدير كبيرين من طرف دول العالم، وفي نفس الوقت أصبح مستهدفا من طرف جهات أخرى لم يرقها الاعتراف الدولي الكبير به والتهافت عليه لخلق شراكات واتفاقيات أمنية لمحاربة الإرهاب وآفة الهجرة والاتجار بالبشر والجرائم العابرة للقارات.

لقد جنّدت تلك الجهات التي تستهدف المؤسسات الأمنية المغربية وعلى الخصوص مديرها عبد اللطيف حموشي، منظمات تدعي الاشتغال في مجال حقوق الإنسان وإعلام تتحكم فيه أجهزتها الاستخباراتية وبعض من يسمون أنفسهم معارضي الخارج، للنيل منه ومحاولة تشويه سمعته، دون أن تنجح في ذلك، بل على العكس كلما زادت حدة هذه الحملات التي تستهدفه كلما زادت وثيرة عمله وتحركاته التي تغيض تلك الجهات التي لم تتقبل المستوى الذي وصل إليه المغرب في السياسة الخارجية وفي الاقتصاد والشراكات الاستراتيجية مع دول عظمى، وكان للجهاز الأمني دور كبير في تحقيق ذلك.

فلا يكاد يمر يوم دون أن تجد مقالات ومقاطع فيديو تهاجم الرجل (حموشي) وتفتري عليه، سعيا للمس به وعبره المس بأمن المغرب والمغاربة وعرقلة مسار دبلوماسيته الأمنية التي روضت دول وأعادتها لجاد صوابها في علاقاتها مع المملكة المغربية، بعدما لم تُجدِ تلك التقارير الصادرة عن منظمات ومؤسسات هي في الحقيقة جماعات ضغط تحركها أجهزة استخباراتية لدول بعينها، تقارير مخدومة تصدر تحت الطلب للضغط على دول والتأثير عليها لإجبارها للخضوع لها.

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)