“ليلة في الجحيم الفني بأكادير”.. عندما يتحول الحفل إلى فخّ جماهيري!
ن : عمر بالكوجا أكادير
تحوّلت ليلة فنية كان يُرتقب أن تُنعش الساحة الثقافية بمدينة أكادير إلى فوضى صادمة، بعدما تبيّن أن الحفل الذي روّج له بشكل واسع بمسرح الهواء الطلق، لم يكن سوى “وهم جماهيري” محبوك بعناية”، انتهى باختفاء المنظّم الرئيسي ومعه مداخيل التذاكر، تاركًا خلفه فنانين بلا أجور وجمهورًا في حالة ذهول وغضب.
ما حدث لم يكن مجرد إخلال تنظيمي، بل خرق صريح للثقة وضربٌ لكرامة الحضور والفنانين على حدّ سواء. فالعشرات من المواطنين، بعضهم جاء من خارج المدينة، وجدوا أنفسهم أمام أبواب مغلقة وإعلانات وُعدوا بها ثم خُذلوا دون سابق إنذار.
الحادث يطرح أكثر من علامة استفهام حول من يتحمل المسؤولية:
أولًا: المنظم الرئيس، الذي تشير شهادات شهود عيان إلى أنه “اختفى” بعد جمع عائدات التذاكر، في سيناريو أقرب لعملية نصب.
ثانيًا: الجهات المشرفة على الترخيص، سواء الجماعة أو السلطات المحلية، التي يفترض أن تراقب وتضمن الحد الأدنى من الضمانات القانونية واللوجستية قبل الترخيص لأي تظاهرة.
ثالثًا: المصالح الأمنية والإدارية، التي لم تصدر أي توضيحات حتى الآن، رغم حساسية الموقف وخطورته من حيث الأثر على سمعة المدينة وثقة المواطنين.
كيف يمكن تجاوز هذا العبث؟
ضرورة فتح تحقيق قضائي مستعجل لتحديد المسؤوليات وتتبّع الأموال المستخلصة من بيع التذاكر.
إلزام المنظمين بتأمين مسبق يغطي مستحقات الفنانين وأضرار الجمهور في حال حدوث طارئ.
تفعيل دفتر تحمّلات واضح وصارم لأي جهة تطلب تنظيم حدث جماهيري، يُرفق بضمانات مالية وقانونية.
تحسين المراقبة الميدانية خلال الفعاليات الفنية والثقافية، خاصة ذات الطابع التجاري.
ما حدث بمسرح الهواء الطلق بأكادير ليلة أمس ليس حادثًا عابرًا، بل جريمة أخلاقية وتنظيمية تهز صورة المدينة الثقافية وتضرب في العمق ثقة الجمهور في الأنشطة الفنية.
فهل تتحرّك الجهات المعنية لحماية المواطنين واستعادة هيبة المؤسسات؟
أم أن المسرح سيتحوّل، للأسف، إلى مسرح للفوضى وغياب المحاسبة؟