صرخة من داخل مستشفى الحسن الثاني بأكادير: أطباء يكشفون اختلالات تهدد حياة المرضى

Imou Media13 سبتمبر 2025
صرخة من داخل مستشفى الحسن الثاني بأكادير: أطباء يكشفون اختلالات تهدد حياة المرضى

صرخة من داخل مستشفى الحسن الثاني بأكادير: أطباء يكشفون اختلالات تهدد حياة المرضى

ن عمر بالكوجا أكادير

في تصريح صادم يكشف حجم الأزمة التي تعيشها بعض مؤسساتنا الصحية العمومية، خرج طبيب يعمل بمستشفى الحسن الثاني بأكادير عن صمته، مسلطًا الضوء على “وضع صحي غير طبيعي” ينذر بانهيار منظومة العلاج في واحدة من أكبر مستشفيات جهة سوس ماسة.

الطبيب، الذي فضّل الحديث بظروف تحفظ له هويته، وصف الواقع بـ”المهين” لكل من المرضى والأطر الطبية، مؤكدًا أن نقص المواد الطبية الأساسية جعل من بعض الخدمات مجرد سراب بعيد عن التطلعات.

من أبرز ما كشفه الطبيب، غياب منتج التباين الخاص بجهاز السكانير، وهو مادة ضرورية لتشخيص الحالات الحرجة، خصوصًا السرطانية منها. وعوض أن توفر الدولة هذا المنتج للمرضى، اضطر عدد منهم إلى شرائه من الخارج، مما يطرح مجددًا سؤال جدية مجانية العلاج في المستشفيات العمومية.

وأضاف الطبيب أن نقص خيوط الجراحة الأساسية يعرقل إجراء العمليات، ويهدد حياة المرضى، خاصة في الحالات المستعجلة أو المعقدة. كما لفت إلى أن بعض الأطباء الداخليين الذين تمت ترقيتهم لمقيمين لم يتقاضوا أجورهم منذ أشهر، رغم استمرارهم في العمل ضمن ظروف صعبة وموارد بشرية محدودة.

أما مصلحة المستعجلات، فهي وفق وصفه “قاعة واحدة يتكدس فيها الجميع”، من مصاب بكسر مفتوح إلى مريض ينزف داخليًا، في غياب أدنى شروط التصنيف والتوجيه الطبي. وحتى قطط المستشفى باتت، كما قال الطبيب بسخرية مريرة، أكثر من المرضى في بعض الأجنحة، في إشارة إلى ضعف النظافة وفشل الإدارة في السيطرة على محيط المستشفى.

وأكد الطبيب أن هذه الاختلالات ليست مسؤولية الأطر الطبية أو التمريضية، بل هي نتيجة مباشرة لسوء تدبير المنظومة الصحية وفشل التسيير والتخطيط، داعيًا الجهات المركزية والجهوية إلى فتح تحقيق عاجل ووضع حد لهذا الوضع قبل فوات الأوان.

هذا التصريح يأتي في وقت تتزايد فيه المطالب الشعبية والإعلامية لإصلاح شامل للمنظومة الصحية العمومية، خاصة بعد سلسلة من المبادرات ضمن برنامج “تعزيز الحماية الاجتماعية”. إلا أن الواقع في مستشفى الحسن الثاني بأكادير يظهر أن الفجوة بين الشعارات على الورق والواقع الميداني لا تزال كبيرة، مما يطرح سؤالًا مؤلمًا عن قدرة الدولة على ضمان حق المواطن في العلاج الكريم.

فهل ستتحرك الوزارة قبل أن تفقد الثقة بالكامل، أم سيستمر الوضع على ما هو عليه، في انتظار “مادة التباين” و”خيوط الجراحة”، بينما القطط تتجول في أجنحة الموتى والمرضى يواجهون الإهمال؟

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.