سوق الأحد بأكادير.. وجهة شعبية تعاني ركودًا تجاريًا رغم تدفق الزوار

Imou Media6 أغسطس 2025
سوق الأحد بأكادير.. وجهة شعبية تعاني ركودًا تجاريًا رغم تدفق الزوار

سوق الأحد بأكادير.. وجهة شعبية تعاني ركودًا تجاريًا رغم تدفق الزوار

رغم مكانته الرمزية كأحد أكبر وأشهر الأسواق المفتوحة في شمال أفريقيا، يعيش سوق الأحد بمدينة أكادير حالة من الركود التجاري غير المسبوق، تزامنًا مع انطلاق العطلة الصيفية، التي عادة ما تشكل فرصة لانتعاش الحركة الاقتصادية والتجارية بالمنطقة.

يمتد السوق على مساحة تفوق 13 هكتارًا، ويضم آلاف المحلات التجارية التي تقدم تشكيلة واسعة من المنتجات التقليدية والحديثة، في فضاء يجمع بين الأصالة المغربية والحركية التجارية المتنوعة. ويستقطب السوق يوميًا آلاف الزوار من السكان المحليين والسياح، ما يجعله من أبرز النقط الحيوية داخل المدينة.

ورغم هذا الإقبال الكبير، يشهد السوق تراجعًا واضحًا في مستوى المعاملات التجارية مقارنة بالسنوات الماضية، ما يثير قلق المهنيين الذين يعتبرون السوق مصدر رزق رئيسي لآلاف الأسر.

ويُعزى هذا الوضع بالأساس إلى التغيرات التي يعرفها المشهد الاقتصادي على الصعيدين المحلي والوطني، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة التي تفرضها الأسواق الكبرى، والمراكز التجارية الحديثة، التي تعتمد على استراتيجيات ترويجية قوية وتوفر بيئة تسوق مريحة ومتكاملة.

كما ساهم تطور التجارة الرقمية وتوسع منصات البيع الإلكتروني في تغيير عادات المستهلكين، الذين باتوا يبحثون أكثر عن التنوع وسهولة الوصول والعروض الفورية، ما قلّص من جاذبية الأسواق التقليدية في غياب مواكبة حقيقية لهذه التحولات.

في ظل هذا السياق، يجد سوق الأحد نفسه أمام تحديات جديدة تستدعي تدخلًا استراتيجيًا من مختلف المتدخلين، سواء على مستوى التنظيم، أو البنية التحتية، أو مواكبة التجار لوسائل الترويج الحديثة. ويُجمع عدد من المهنيين والفاعلين على ضرورة بلورة رؤية واضحة للنهوض بالسوق، وتعزيز موقعه داخل الخريطة الاقتصادية والسياحية للمدينة.

وبين الأمس واليوم، تبقى آمال التجار معلقة على حلول واقعية تعيد لسوق الأحد بريقه، وتضمن استمراريته كفضاء اقتصادي شعبي ينبض بالحياة، ويُساهم في إنعاش الدورة التجارية لمدينة أكادير ككل.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.