حادثة الولادة أمام مستشفى الحسن الثاني بأكادير وانعكاساتها على تدهور المنظومة الصحية
في واقعة مُؤلمة جديدة تعكس عمق الأزمة التي تعيشها المنظومة الصحية بالمغرب، اضطرت سيدة من سكان حي تراست بإنزكان إلى الولادة أمام باب المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، بسبب رفض المستشفى استقبالها أو عدم قدرته على توفير الحد الأدنى من الخدمات الطبية الطارئة. هذه الحادثة ليست معزولة، بل هي حلقة في سلسلة من الإخفاقات التي تكشف **الانهيار المتسارع** للخدمات العمومية، خاصة الصحة والتعليم والعدل، رغم الخطابات الرسمية عن “التقدم” و”الإصلاحات”.
أولًا: الوقائع والأسئلة المُقلقة
1. الفشل المؤسساتي:
– كيف يُمكن لمستشفى جهوي أن يرفض استقبال امرأة في حالة ولادة؟ أين البروتوكولات الطبية؟ أين الإنسانية؟
– هل تُدار المستشفيات المغربية بمعايير الجودة أم أن المواطن العادي يُعتبر “ضحية” للنظام؟
2. التظاهرات الدولية كفعل احتجاجي:
– أمام تكرار هذه الكوارث (ولادات في الشوارع، وفيات بسبب الإهمال، نقص الأدوية…)، هل حان الوقت لتنظيم تظاهرات دولية أمام سفارات المغرب بالخارج، أو التنسيق مع منظمات حقوقية عالمية لكشف ازدواجية المعايير؟
– كيف تُروج الدولة لصورة “المغرب الجميل” بينما مواطنوه يموتون على أبواب المستشفيات؟
3. انهيار المنظومة وتراجع المكتسبات:
– الصحة والتعليم والعدل تُقاسَم بالإبرة. هل هذا هو “المغرب الجديد” الذي وُعِد به المواطنون؟
– أين ذهبت المكتسبات الحقوقية المزعومة؟ ولماذا يُحاصر الفقراء في دوامة الخدمات المنهارة بينما النخبة تُعالج في مصحات خاصة أو بالخارج؟
ثانيًا: مطالب عاجلة
1. فتح تحقيق نزيه مع محاسبة كل المسؤولين عن الإهمال في هذه الحادثة.
2. إصلاح هيكلي للمستشفيات عبر توفير ميزانيات استثنائية وتوظيف أطباء وممرضين.
3. مراجعة السياسات الصحية تحت إشراف دولي لضمان الشفافية.
4. إطلاق حملة تضامنية دولية مع ضحايا الإهمال الصحي، وكشف تناقضات النظام.
خاتما: السؤال الأكبر
هل يحتاج المغرب إلى كارثة إنسانية كيُعلن حالة الطوارئ في القطاع الصحي؟ أم أن المواطن البسيط سيظل يُدفع ثمن الفساد وسوء التسيير؟ الحادثة ليست “خطأً فرديًا”، بل هي نتيجة تراكمية لسياسات فاشلة تُحوّل الحق في الصحة إلى رفاهية.
نداء أخير:
– إلى الحكومة: كفى من التعتيم! الشعب يريد إجابات.
– إلى المجتمع الدولي: انظروا إلى الوجه الحقيقي للمغرب الذي تُخفيه الإعلانات السياحية.
– إلى المواطنين: التضامن والمطالبة بالحقوق ليست خيارًا، بل ضرورة للبقاء.
— “العار ليس في الولادة على قارعة الطريق، بل في صمت المسؤولين عن هذه المأساة.”
ن : عمر مرية بالكوجا
م : عبد الله جادا