تقرير حول تأهيل بنسركاو المركز كحي عثيق و موقع سياحي وكنموذج لتجربة فريدة للتنمية المحلية المستدامة
حي بنسركاو العتيق يمكن تحويله الى لوحة فنية و تاريخية حية، تحمل بين أزقته وجدرانه عبق الماضي وأصالة المجتمع. ومع ذلك، فإن عدم تهيئته هيكلياً يحول دون استغلال إمكاناته ان يكون قطبا سياحيا وثقافيا. يأتي هذا المشروع كمبادرة مجتمعية تهدف إلى إعادة إحياء الحي عبر تحويله إلى “مدينة الألوان” ذات طابع تراثي مبتكر، كاحد المقترحات او ان يجسد كل قسم فيه تراثا كمقترح ثاني مع الحفاظ على هويته العمرانية وتوفير بنية تحتية عصرية.
▪︎أهمية المشروع
1. الجانب التراثي: إدراج الحي ضمن الأحياء العتيقة يحفظ تاريخه ويضمن حمايته قانونياً.
2. الجانب السياحي: موقعه الاستراتيجي المحاط بمناطق جذب سياحي يجعله نقطة استقطاب للزوار.
3. الجانب الاجتماعي: كسر العزلة عن المنطقة وتحسين جودة الحياة عبر تهيئة المساحات للمشاة وتقليل الازدحام المروري.
4. الجانب الاقتصادي: خلق فرص عمل عبر السياحة والحرف التقليدية، ودعم التنمية المحلية.
▪︎المقترحات التنفيذية
1. البنية التحتية
– إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب كأولوية قصوى.
– ترميم الأزقة مع الحفاظ طابعها ، باستخدام مواد بناء مثل قطع البافيث باشكال الوان تعطي صبغة ثراتية مع لمسة محلية .
2. التصميم العمراني
– تحويل الحي إلى “مدينة الألوان” عبر تلوين الواجهات بألوان تراثية مع الاقواس في الشوارع الكبيرة و الواجهات .. او مقترح اعطاء كل جانب من الحي شكل تراثي مستمدم من منطقة تاريخية في المغرب سيكون له انجذاب مع تناسق و ما يتناسب البيئة المحلية.
– جعل الشوارع مخصصة للمشاة فقط، مع استثناءات محددة (طوارئ، إمدادات).
– إنشاء مسارات للمشاة مزودة بإضاءة فنية ومساحات خضراء صغيرة.
– احياء بعض الانشطة الفولكلورية التي كانت من ذي قبل في الحي كالحلقة و مواسيم كناوة و عيسواة .. و تخصيص ساحة من اجل هذه الفولكلور و فنون الحلقة
3. الشراكة بين القطاعات
– لوزارات المعنية: التعاون مع وزارة الثقافة (برنامج تأهيل الأحياء العتيقة)، ووزارة السياحة (دمج الحي في المسارات السياحية).
– الجهات المحلية: إشراك الجماعة الترابية وجمعيات المجتمع المدني في التخطيط والتنفيذ.
-التعاون الوطني مقطاع ممكن اشراكه كذالك و لتواجده بقوة في المنطقة و الذي ينتمي له المركب الصناعي ذو طابع السياحي
– القطاع الخاص: جذب مستثمرين لإنشاء مقاهٍ تراثية، متاجر للحرف اليدوية، ووحدات إيواء سياحي.
4. الإطار القانوني
– الاعتماد على قانون 22-80 نوعا ما المتعلق بالمحافظة على التراث المعماري. بحكم بنسركاو كان محطة استراح القوافل التجارية التي تأتي من جنوب الصحراء
– تفعيل المشاركة المجتمعية كحق دستوري (الفصل 12 من الدستور المغربي).
– وضع نظام خاص للحي يحدد شروط البناء او الترميم والحفاظ على الهوية التراثية.
▪︎الآفاق المتوقعة
– سياحياً تحويل الحي إلى وجهة ثقافية تقدم تجارب سياحية فريدة (جولة حول ازقته، مركبات خاصة بالصناعة التقليدية و الحرفية )
– اقتصادياً: تنشيط الحرف المحلية وزيادة دخل الساكنة و توظيفة ابناء المنطقة في الامن الخاص.
– اجتماعياً: تعزيز الانتماء المجتمعي عبر إشراك الشباب في مشاريع الترميم.
▪︎التوصيات
– إعداد دراسة جدوى مفصلة بالشراكة مع المختبرات الجامعية المتخصصة في التراث. و التصميم
– تنظيم حملات توعوية للسكان حول أهمية المشروع.
– البحث عن تمويل محلي و اسهام القطاعات الموجودة في بنسركاو مثل حرفي #قصبة_سوس و #لميدينةداكادير و حرفي الزليج المتواجيدين في المنطقة و فنانين تشكليين محليين و جهويين او وطنيين او حتى دوليين عبر شراكة او توأمة .
●ختاما
مشروع تأهيل حي بنسركاو ليس مجرد ترميم لعمارة نوعا ما قديمة، بل هو إحياء لروح المجتمع وفتح أفاق جديدة للتنمية المستدامة. بشراكة جماعية بين السكان والجهات الرسمية، يمكن تحويل هذا الحي إلى نموذج يُحتذى به في الجمع بين القديم والحداثة.و هو بديلة تحويل الباء الغير المهيكل الى فن معماري ( le recyclage)
— المدن لا تُبنى بالحجارة وحدها، بل بالإرادة المشتركة لأبنائها.
بقلم : عبدالله_جاد
ن : عمر مرية بالكوجا