كلنا نتذكر تلك الانتفاضات الشعبية التي عرفتها فرنسا 2018، والتي بدأت في شكل حركات احتجاجية شعبية يرتدي فيها المتظاهرون زيا شبه موحد عبارة عن سترات صفراء، و سرعان ما امتد هذا الشكل من الاحتجاج الى بلدان أوربية أخرى. لتتحول دلالة السترة الصفراء من رمز للأمان الى رمز للاحتجاج.
في الضفة الجنوبية للمتوسط، في بلدنا الحبيب، وفي اغلب مدنه صراحة صارت السترة بكل ألوانها تعني شيئا واحدا للسائقين، الإبتزاز والازعاج. في مرابد السيارات التي وضعتها الدولة في مصلحة مرتادي المرافق والساحات والحدائق، يتدخل أشخاص بدون صفة ولا مسمى، يرتادون هذه السترات، ليستخلصوا اموالا في شكل إتاوات فرضوها كأمر واقع على مرتادي المرابد.
في أكادير مثلا، حيث أن المجلس البلدي للمدينة كثيرا ما تحدث وأشار ان المرابد العامة متاحة بالمجان للمواطنين، لكن كثيرين من السائقين يتفاجؤون بأصحاب السترات، يضعون تسعيرا للمربد، واحيانا يكون المربد محتلا من قبل مجموعة محددة، يستغلون المكان كمصدر للدخل.
انتهت زحمة الصيف، ولا تزال الظاهرة منتشرة في المدينة، سائقو السيارات يدفعون “الإتاوة” خوفا من انتقام أصحاب السترات، فلا أقل من خدش سيارتك او حتى التغاضي عن العبث بها من قبل أحدهم، نعم، لهذا الحد فعلا وصلت سلطة هؤلاء على المرابد، والأمر فعليا يحتاج تدخلا جادا لإيقاف هذا الإبتزاز.