الأسطورة” بين التضخيم الإعلامي واغتراب الفنان عن جمهوره

Imou Media17 أغسطس 2025
الأسطورة” بين التضخيم الإعلامي واغتراب الفنان عن جمهوره

“الأسطورة” بين التضخيم الإعلامي واغتراب الفنان عن جمهوره

ن عمر بالكوجا أكادير

لم يعد غريباً أن يُمنح لقب “الأسطورة” بسخاء لكل من هب ودب في الساحة الفنية، حتى وإن كان أبعد ما يكون عن الإبداع أو عن عمق التجربة الفنية. فقد تحوّل هذا اللقب من رمز للقيمة والتميز، إلى مجرد عنوان استهلاكي يوظَّف في التسويق الإعلامي، بعيداً عن جوهر الفن ورسالة الإبداع.

الأغرب من ذلك، تلك السلوكيات التي يقوم بها بعض حراس الأمن الخاص تجاه بعض الفنانين أو المغنين، والتي تبدو أحياناً وكأنها طقوس غريبة يصعب فهم دوافعها. فهل هو نوع من المبالغة في الحماية؟ أم مجرد انتظار “فتات” أو مصالح صغيرة لا نعرف حقيقتها؟ وما يزيد الاستغراب أن هذه المعاملة لا تشمل كل الفنانين، بل فقط بعض الأسماء التي يُراد تسويقها وكأنها فوق العادة.

إن الفنان الحقيقي لا يحتاج إلى جدران عازلة بينه وبين جمهوره، بل العكس تماماً: فبدون جمهور لا يساوي أي فنان فلساً واحداً. الجمهور هو العملة الحقيقية التي تمنح الفنان إشعاعه واستمراريته. والتاريخ الفني مليء بالأمثلة لنجوم كبار، عربياً وعالمياً، كانوا أقرب الناس إلى جمهورهم، واعتبروا التواضع وحسن المعاملة جزءاً من نجاحهم.

إن كل محاولة لعزل الفنان عن الناس، أو منحه هالة زائفة من القداسة، ليست سوى إساءة للفن وللجمهور معاً، بل وتكشف عن أزمة قيم حقيقية في الوسط الفني والإعلامي.

لقد آن الأوان لإعادة الاعتبار لمعنى “الأسطورة”، وربطه بالفعل الفني والثقافي والرياضي الجاد والرصين، بدل تركه مطية للشهرة الفارغة وأداة لاغتراب صاحبها عن جمهوره، الذي يُفترض أنه مصدر قوته الأول. فالأسطورة الحقيقية تُصنع بالإبداع والموهبة والالتزام، سواء في الفن أو الثقافة أو الرياضة، لا بالتصفيق الزائف ولا بمظاهر الحراسة المسرحية

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.