إنزكان : سوق التمور بالجملة تدهور بيئي وإهمال جماعي يهددان السلامة الصحية للتجار والمستهلكين
ن عمر بالكوجا
يعيش سوق التمور بمدينة إنزكان وضعاً مقلقاً بسبب تراكم النفايات وانتشار الروائح الكريهة، وسط صمت مطبق من السلطات المحلية والمجلس الجماعي، ما جعل هذا الفضاء الحيوي يتحول إلى بؤرة تعاني الإهمال والفوضى بدل أن يكون نموذجاً للنظام والنظافة.
مشاهد يومية تنذر بالخطر
يتحدث تجار السوق عن أكوام من الأزبال المتناثرة في الممرات، ومياه راكدة تنبعث منها روائح خانقة، إلى جانب غياب شبه تام للمرافق الصحية واهتراء البنية التحتية، حيث تتخلل الطرق حفر وأوحال تعيق حركة الزوار وتؤثر على جودة المنتوجات المعروضة.
تجار يعانون بصمت ويخدمون الاقتصاد
رغم الظروف الصعبة، يواصل تجار السوق أداء واجباتهم المهنية والضريبية، مساهمين في إنعاش الدورة الاقتصادية المحلية ودعم خزينة الدولة من خلال نشاطهم التجاري المستمر، إلا أن مقابل ذلك يظل غياب الاهتمام الرسمي والتدبير السليم هو العنوان الأبرز للمشهد.

غياب الأمن والتنظيم
إلى جانب الوضع البيئي المقلق، يشكو التجار من ضعف الإنارة وانعدام الأبواب المؤمنة بمداخل السوق، مما يجعل السلع عرضة للسرقة أو التلف، في وقت تغيب فيه حملات المراقبة البيئية المنتظمة وتنعدم شروط النظافة الضرورية لحماية المستهلك.
مطالب بإصلاح عاجل
تطالب فعاليات مهنية ومدنية بضرورة تدخل عاجل لإعادة تأهيل سوق التمور بإنزكان عبر توفير مرافق صحية لائقة، وإصلاح الطرق الداخلية، وإطلاق برنامج دائم للنظافة والتطهير، إلى جانب تأمين المداخل وتنظيم عملية البيع والعرض بما يحفظ كرامة الجميع.
ويجمع المراقبون أن هذا السوق يُعد من أقوى المحركات الاقتصادية بجهة سوس ماسة، حيث يساهم في خلق فرص عمل وتداول مالي مهم، لكن الإهمال الذي يطاله اليوم يهدد استمراريته وصورته كمركز تجاري استراتيجي.
ويبقى السؤال مطروحا إلى متى سيظل هذا الفضاء الاقتصادي الحيوي ضحية اللامبالاة؟ وهل ستتحرك الجهات الوصية قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة بيئية وصحية يصعب تداركها؟



































