إنزكان : ساحة بئر إنزران من معلمة إلى مربد والمجلس البلدي في قفص الاتهام
المتابعة : عمر بالكوجا أكادير
يبدو أن التنمية بالنسبة للمجلس البلدي لمدينة إنزكان اختُزلت في إقامة المرابد، حتى غدت المدينة أشبه بورشة مفتوحة لتحويل الساحات والفضاءات العمومية إلى مواقف للسيارات، وكأن المجلس “اخترع” المرابد كحل سحري لكل مشاكل المدينة.
ساحة بئر إنزران، التي شغلت الرأي العام المحلي لأشهر بسبب الجدل الواسع حول مصيرها، تحوّلت اليوم إلى واقع ملموس: مرأب جديد يضاف إلى سلسلة المرابد التي غزت المدينة. المفارقة أن القرار جاء في وقت حساس، ومع اقتراب نهاية ولاية المجلس، ما جعل العديد من المتابعين يطرحون علامات استفهام كبيرة حول دوافع هذا التسريع في تمرير الصفقات.
مصادر محلية تؤكد أن المجلس بدا وكأنه “مضطر” للمصادقة على هذه المشاريع في الوقت بدل الضائع، الأمر الذي يفتح الباب أمام تأويلات متعددة: هل هي استجابة لحاجة تنموية حقيقية، أم تصفية حسابات مالية وسياسية قبل مغادرة الكراسي؟
والأدهى أن الأسئلة لا تتوقف عند حدود القرار فقط، بل تتوسع إلى ما وراء الكواليس: من صاحب صفقة تحويل الساحة؟ ومن فُوّتت له تهيئة المشروع وصباغته؟ أسئلة تبدو وكأن وراءها أكثر من “إنّ” وأخواتها، وتفتح باب الشبهات على مصراعيه.
الأمر لم يتوقف عند تحويل الساحة فحسب، بل وصل إلى ما يشبه “السطو” على معالم تاريخية ورمزية وسط المدينة فقط لإرضاء طرف معيّن، وفق تعبير بعض الفاعلين المحليين. والنتيجة: مرأب ضخم في قلب شارع محمد الخامس، الشريان الرئيسي للمدينة، ما يثير مخاوف السكان من أن يتحوّل المشروع إلى عائق جديد للسير والجولان بدل أن يكون حلاً للاكتظاظ.
الساكنة، التي كانت تنتظر مشاريع تعيد لإنزكان بريقها، ترى أن “تنمية المجلس” اقتصرت على تحويل المدينة إلى أكبر تجمع للمرابد في المغرب – وربما في العالم – حتى غدت إنزكان مرشحة لدخول موسوعة غينيس كعاصمة عالمية للمرابد، تنافس مدنًا كبرى في عدد مواقف السيارات أكثر مما تنافسها في جودة البنية التحتية أو المشاريع التنموية، في سابقة مثيرة للجدل.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح: هل ستظل التنمية في إنزكان مرادفة لإنشاء المرابد، أم أن المجالس المقبلة ستعيد ترتيب الأولويات لتضع الإنسان قبل الإسفلت، وتحمي ما تبقى من ذاكرة وهوية المدينة قبل أن تُمحى بالكامل تحت عجلات السيارات؟