أسعار اللحوم الحمراء تحلّق في الأسواق المغربية… ووعود الحكومة تتبخر
ن :’عمر مرية بالكوجا أكادير
لا تزال أسعار اللحوم الحمراء تحافظ على مستوياتها المرتفعة، ما ألقى بظلاله الثقيلة على القدرة الشرائية للمواطنين، وحوّل شراء الكيلوغرام الواحد من اللحم إلى رفاهية لا يقدر عليها الكثير من الأسر المغربية.
ورغم التطمينات والوعود الحكومية المتكررة باتخاذ إجراءات لدعم السوق وضبط الأسعار، فإن الواقع يكشف عكس ذلك، حيث لم تشهد الأسواق أي تراجع يُذكر. ففي جولة بعدد من الأسواق المحلية، تراوحت الأسعار بين 90 و110 دراهم للكيلوغرام، وهو ما يثقل كاهل العائلات التي تجد صعوبة متزايدة في تلبية احتياجاتها الغذائية.
أمام هذا الغلاء، لجأت العديد من الأسر إلى تقليص استهلاك اللحوم الحمراء إلى الحد الأدنى، فيما اضطرت الفئات الهشة للاستغناء عنها تماماً، معوّضة إياها بمنتجات بديلة أقل كلفة، مثل الدجاج أو البقوليات، رغم الفارق الغذائي الكبير.
ويرجع مهنيون في القطاع استمرار الارتفاع إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها زيادة كلفة الأعلاف بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام عالمياً، وتراجع العرض المحلي نتيجة الجفاف الذي ضرب مناطق إنتاجية مهمة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل والإنتاج. كما أن موجة استيراد محدودة للحوم المستوردة لم تنجح في كبح الأسعار، لضعف حجمها مقارنة بحاجيات السوق.
وكان المواطنون يعلّقون آمالاً على الإجراءات الحكومية لخفض الأسعار، من خلال دعم المربين وتشجيع الاستيراد وتفعيل المراقبة الصارمة للأسواق، لكن هذه التدخلات لم تحقق نتائج ملموسة، ما جعل سوق اللحوم الحمراء أحد أبرز مظاهر الأزمة المعيشية التي يواجهها المغاربة اليوم.